Unknown
حياة_الانسان_البدائي

الانسان البدائي : تشير الابحاث الانثروبولوجية الي أن الانسان البدائي في صيغة تفكيره الاولي كان لا يفرق بين الحلم والواقع ولكن بتطور الذهنية والميل الي الاستقرار بدءاً بالثورة الزراعية أخذ التأمل في الافعال والتصرفات الاجتماعية طابعا آخر ، فالثورة الزراعية تعد إبتكاراً مهما في تقدم المجتمع البشري والذي يبدو تحولا بسيطا من الحصول علي الغذاء بالصيد وجمع الموارد البرية نحو الانتقال الي إنتاج القوت تعمداً ، ويشار الي الثورة الزراعية بأنها ثورة في السلوك البشري ولم تكن وليدة مصادفة بل إتخذت مسارا طويلاً ذروة عمليات طويلة تمكن الانسان عن طريقها من الاعتماد علي أنواع معينه وبالتالي السيطرة عليها توزيعاُ وسلاله وقد أدي هذا الاستقرار النسبي الي وقفة تطورية في ذهن البشرية بعد أن مكن الانسان من ضمان قوته لمدة محدده بعد أن كان الكد اليومي والبحث عن المخاطرة ديدنه اليومي ، كان الفن يمارس لأغراض سحرية فأصبح بعد إستقرار الانسان يمارس لأغراض تأملية فخرج من حياة التفرد الي حياة البيوت والحقول وإذا به يعمل فكره باحثا في عالمه الخفي عالم الظواهر التي طالما كان لايعبأ بها وإذا لهذه الرؤية التأملية تنتج تفسيراً وغدا الانسان يمارس لونين من التأمل ، تأملاً في الذات وتأملاً في الموضوع والمتتبع للنمو الحضاري الذي كانت ارض الرافدين المهد الاول له إبتداء من الادوار الاولي الي نشوء الحضارة السومرية وما أعقبها من بابلية وأكدية وآشورية وكلدانية يجد أن الفن لم تكن له إلا وظيفة وإن كانت أحادية إلا إنها شاملة ولا تقبل التعدد الا وهي تجميل الواقع غير أن الواقع لم يعد الواقع الطبيعي بل أصبح الواقع الحضاري الذي نما يوماً بعد يوم من هذه النشأة حتي يومنا الحاضر . لقد غير الانسان من العلم الطبيعي الذي وجد فيه ، وكانت تعبيراته ذات نزعات متعددة ما لبثت أن تلاقحت وتفاعلت من دون أن تخرج بحضارة إنسانية واحدة ، ولكنها مجمل حضارات منها المهيمنة ومنها المتكافئة ولهذا لم يكن المهم تغيير العالم بل تجميله من حيث هو أعلي درجات خيره، وبالرجوع الي الوراء قليلاً نجد أن الفن صاحب الانسانية منذ نشأتها الاولي أي من حياة الكهوف الي حياة الاستقرار والري ،

وهذا يعني أن فائض الوقت قد إفاد منه الانسان لتنفيذ أعماله الفنية وأجدني أري الفن كان يمارس حتي في حياة الكهوف من قبل فئة متخصصة ، لأن ما يطلق للطقوس في حينه لابد أن يشابه الاصل وهذا يتطلب عمل شخص له القابلية علي التقاط الشكل والاحتفاظ به في قاموسه الذهني لحين تنفيذ الاعمال وهذا لم يكن متاحا إلا لفئة معينة وهم( الفنانون البدائيون)، ومن هنا يبدأ التخصص والاحتراف لأن هذه الفئة كانت لا تخرج للصيد مع أقرانهم بل كان الغذاء يجلب لهم كما يجلب للذين تحول ظروفهم دون الخروج للصيد .. وعودة الي أهمية فائض الوقت في المجتمعات الزراعية يصبح التساؤل ، هل الفن ترف ؟وهذا يبدو صحيحاً لأكثر الناس مما دفع شارل لالو الي أن يري فيه التنظيم الاجتماعي للترف غير أن رأيه هذا وليد التفريق بين الترف والضرورة الحيوية ، والواقع أن نظرنا الي الامر من زاوية إجتماعية كلية وجدنا أن لابد من تجاوز نظرية الترف هذه ، إذ أن الفن ضرورة اجتماعية وأخلاقية ولما كانت للفن وظيفة إجتماعية وأخلاقية من حيث صيرورته كان لابد من الاشارة الي أصحاب نظريات التحليل النفسي التي تري أن الفن لعب وطالما نظر اليه الناس علي أنه مضيعة للوقت والجهد وقد يبدو لك صحيحاً للنظرة السريعة والمتوقفة عند الاسباب القريبة ولو أن للعب وظيفة تربوية مهمة بشأن التطور النفسي للأنسان ولكن يكفينا أن نتحري الاسباب البعيدة حتي تبدو مسألة الفن هي مسألة إنسجام .. والانسجام أنما أن يكون كليا أو لا يكون وأنه بما هو ضروري للمجتمع من أجل وجوده وإستمراره ، وهذا كان لإستبعاد اللعب والترف عنه وخلع صفة الجد والعمل عليه ، وإذا نظرنا الي الحيوان وجدنا بينه وبين عالمه من الانسجام الملائم لاستمرار حياته وهذا بالتالي يكفي للانسان لو شاء أن يظل في مستوي حيوانيته لكنه ثار علي هذا الوضع وأنشأ حضارته التي تطلبت في سبيل بقائه ان يرتقي في مستوي المعرفة والاخلاق والفن وهذه سمة الانسان الرئيسية السعي الي الحقيقة والخير والجمال ، لتفهم حقائق عالمه ويفيد من خبرته ويتمتع بضروب جماله وهكذا كانت حضارة الفن في بلاد وادي الرافدين ابتداء من الحضارة السومرية والتي تمثل حقبة عاش فيها الانسان جميع البني الحضارية ليعرفنا بالملامح التي نحسها من قوة وصلابة ورشاقة يدون سجلاً لرواية الاحداث للأجيال القادمة.
لقد عاش الانسان منذ آلاف السنين حياة همجية أوضحتها لنا أدواته الحجرية في صور لا تقبل الشك مدي الزمن الطويل الذي مضي علي الانسان منذ ظهوره علي وجه الارض ، كما أن الانتقال من البدائية الي الحضارة قد حصل أكثر من مرة في التأريخ بيد أننا تعرفنا علي التحضر بمآثر الفن الذي تركه شهود تلك الحضارات ولكي أتجنب الدعوات الاوتوايروتيه لجعل الفن غير فاعل في حياة الشعوب تحت مسميات عانت اللغة من فرط ما أستخدمت بغير دلالة نحتية لأنها تمثل إجترار الآخر بهوس براغماتي.

0 Responses

Enregistrer un commentaire